إثبات نسبة القصائد للصغَيِّر ، وتفنيد نسبتها لغيره

إثبات نسبة القصائد للصغَيِّر ، وتفنيد نسبتها لغيره

القصيم نيوز ـ الرأي: وردت رسالة بريدية من المواطن عبدالله بن سليمان بن صالح أباالخيل نصها:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فهذه ورقات كتبتها تعقيباً على ما كتبه الأخ صالح المحمد الخويطر في جريدة الجزيرة بعدديها قم 15235 ورقم 15242 وقد أرسلتها إلى رئيس تحرير الجزيرة عبر البريد الإلكتروني بتاريخ 27/12/1435هـ ولم تنشر، ثم أرسلتها مرة أخرى عبر الفاكس الخاص بهم في منتصف شهر محرم 1436هـ ولم يُنشر كذلك، ولم يُردّ علي في سبب عدم نشره!!، ثم إني اتصلت بأحد أعضاء التحرير في نفس الجريدة وشرحت له الوضع، فأفادني بأنه لم يره ولم يطّلع عليه، وطلب إرساله على بريده الإلكتروني، فأرسلت إليه بتاريخ 15/4/1436هـ فأبدى إعجابه به مشكوراً، وطلب مني اختصاره وكان عدد كلماته 3400 كلمة، ثم اختصرته إلى 2800 كلمة وأرسلته إليه مرة أخرى بتاريخ 30/4/1436هـ، فطلب مني اختصاره أيضاً، فاختصرته إلى 1800 كلمة وأرسلته إليه مرة أخرى بتاريخ 12/5/1436هـ، وأيضاً طلب زيادة اختصار وأفادني بأنه رأي رئيس التحرير، وحيث أن اختصاره يُخلّ بمضمونه ولا يفي بالغرض، علماً بأنه بوسعهم أن ينشروه على ثلاثة حلقات، لذا رأيت أن أنشره على أحد المواقع الإلكترونية إتماماً للفائدة وإظهاراً للحق، علماً بأنني سأضمنه في كتابي: ديوان شاعر بريدة الحماسي في الطبعة الثانية، والله ولي التوفيق.

المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة/ عناية المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد اطلعت على ما نشر في صحيفتكم العدد رقم 15235 ورقم 15242 بعنوان: ملاحظات توثيقية على ديوان محمد الصغير، بقلم الأستاذ صالح الخويطر، وحيث إن لي وقفات مع ما كتبه، فأقول:

1. العنوان: “ملاحظات توثيقية”

  • هذا العنوان يُشعر بأن ما وثقه أضبط وأدق من عمل المؤلف، وهذا غير صحيح؛ فقد اتخذ المؤلف المنهج العلمي في البحث والتوثيق، من المصادر المطبوعة والمخطوطة والرواة والإخباريين الثقات، وشتَّان بين العملين.
  • الأولى أن يقول: ملحوظات حول نسبة بعض القصائد للصغير.

2. قوله: “أخطأ المؤلف”، وقوله: “وقد وقع في نفس الخطأ عدد من جُمَّاع الشعر النبطي!!”

  • هنا صوَّب نفسه وخطَّأ غيره!، والأولى أن يعرض ما لديه من ملحوظات، ويترك الحكم للقارئ؛ لأنه من حقه.
  • يعنى بجُمَّاع الشعر الشيخ صالح العمري، وإبراهيم أبا الخيل، وعبدالله بن خميس، ومنديل الفهيد، وصالح الطويان، وسليمان النقيدان، ووصفهم بذلك ليُضعف روايتهم!.

3. وصفه لهم بأنهم جُمَّاع شعر، لا يخلو من أمرين:

  • أنه يجهل حالهم: فالأولى والحالة هذه، أن يبحث عنهم ويتقصى، ثم يُبين ما يتميزون به، وما يؤخذ عليهم، مع التمثيل والتدليل.
  • أنه يعرفهم ولا يثق برواياتهم، ثم حكم عليهم! وهذه الطريقة ليست علمية في البحث والمناقشة والنقد البناء؛ لأنها دعوى تحتاج إلى دليل.

وسأبين للقارئ مكانة هؤلاء (الجُمًاع)، فأقول:

أعلام الشعراء والرواة الذين ورد ذكرهم

  1. الشيخ صالح السليمان المحمد العمري (1337هـ -1411هـ):
    • فقيه، أديب، وراوية له باع طويل في حفظ التراث وتوثيقه.
  2. أمير الصباخ إبراهيم الصالح الحسين أبا الخيل (1345هـ – 1417هـ):
    • حافظ للقرآن، تتلمذ على علماء كبار، ومرجع للباحثين والشعراء.
  3. الشيخ عبدالله بن خميس (1339هـ – 1432هـ):
    • من كبار الأدباء، ومؤسس مجلة الجزيرة، وصاحب العديد من المؤلفات التاريخية والأدبية.
  4. الراوية الشاعر منديل الفهيد (1338هـ – 1425هـ):
    • شاعر وراوية، قدّم برنامجه الإذاعي الشهير، وألف كتباً عديدة عن التراث الشعبي.
  5. الوجيه صالح العبدالكريم الطويان (1315هـ – 1409هـ):
    • أديب، راوية وشاعر، كان من كبراء العقيلات، ومثقفيهم.
  6. الأديب الشاعر سليمان المحمد النقيدان (1352هـ – 1422هـ):
    • كاتب، وراوية، له كتب تُعنى بالشعر النبطي والتوثيق.

4. قال: “ربما اعتمدوا على مخطوط الشيخ صالح العمري فهو الأقدم”

  • لم يعتمدوا عليها؛ لأن عدد الأبيات وترتيبها ومفرداتها تختلف فيما بينهم، مما يدل على أنهم لم ينقلوها منه، وإن كلاً له رواته.

5. قوله: “لكنني استغربت كيف نسبها عبدالله بن خميس إلى محمد الصغير”

  • هذا حجة عليه لا له؛ لأن ابن خميس محقق ومرجع للباحثين.

6. قوله عن الربيعي: “وهو من هو في الرواية والتحقيق”

  • الراوية عبدالرحمن الربيعي كان له مساهمات مهمة، لكنه لم يُذكر شعراء منطقته بالكامل.

7. قوله عن مؤرخي الشعر النبطي: “ويبدو أن المؤلف وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيره”

  • لم يكن صائبًا في حكمه؛ لأن كل مؤلف له منهجه الخاص في التحقيق، وما يراه أحدهم “خطأ” قد يكون اجتهادًا معقولًا لدى الآخرين.

8. القول بأن “ديوان محمد الصغير فيه قصائد ليست له”

  • المؤلف لم يدّعِ أن جميع القصائد تنسب لمحمد الصغير دون جدل؛ بل أوضح بعض القصائد وذكر مصادرها أو نسبتها لمنظميها من رواة آخرين. الحكم بغير حجة لا يفيد القارئ ولا البحث.

9. ادعاء التوثيق التاريخي من دون تقديم مصادر ملموسة

  • لابد من تقديم الوثائق الواضحة التي توضح على ماذا استند الناقد في ما ادّعاه، وليس مجرد الاعتماد على أقوال بدون إسناد واضح.

10. ملاحظة حول ترتيب القصائد وأسلوب توثيقها

  • المؤلف اجتهد في ترتيب القصائد بأسلوب يتماشى مع معايير التوثيق الأدبي التقليدي، والتبويب الذي اعتمده كان مناسبًا للموضوعات المطروحة، وليس شرطًا أن يكون مماثلًا للنسخ التي يمتلكها الناقد.

11. القصائد المنسوبة لمحمد الصغير والتي تمت مراجعتها عبر الزمن

  • العديد من القصائد تم مراجعتها من قِبَل علماء وشعراء ذوي خبرة ومعرفة عميقة بالشعر النبطي، ومنحوا مصداقية لرواية المؤلف، لذا لا ينبغي الحكم عليها بشكل تعسفي.

12. نقد أسلوب الكاتب في معالجة التراث النبطي

  • من الواضح أن المؤلف بذل جهدًا كبيرًا في معالجة التراث النبطي بأسلوب علمي ودقيق، ويستحق التنويه لأهمية هذا العمل؛ لأنه يُساهم في حفظ التراث ونقله للأجيال القادمة.

الخاتمة

  • في نهاية هذا التعقيب، أؤكد أن النقاش حول التراث النبطي مهم جدًا للحفاظ على أصالته. قد يختلف المؤلفون في طرق توثيقهم وتبويبهم، ولكن الهدف الأسمى يبقى هو الحفاظ على هذا الإرث.

Ahmed Al-Farsi